خرمشهر

خرمشهر

فرهنگیان
خرمشهر

خرمشهر

فرهنگیان

الشاعر أحمد شوقی «هذی المحاسنُ ما خلفتَ لِبُرقُع»

ضُمّی قِناعَکِ یا سُعادُ أَو اِرفَعیهَذی المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ
الضاحیاتُ، الباکیاتُ، ودونَهاستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع
یا دُمْیَة ً لا یُستزاد جمالُهازیدیه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع
ماذا على سلطانِه من وقفةللضَّارعین، وعَطْفة ٍ للخُشَّع؟
بل ما یضرکِ لو سمحت بحلوة ؟إنّ العروسَ کثیرة ُ المتطلَّع
لیس الحجابُ لِمن یَعِز مَنالُهإن الحجاب لهین لم یمنع
أَنتِ التی اتَّخذ الجمالَ لعزِّهمن مظهر ، ولسره من موضع
وهو الصناع ، یصوغ کل دقیقةوأَدقّ منکِ بَنانُه لم تَصْنَع
لمستک راحته ، ومسک روحهفأَتى البدیعُ على مِثال المُبْدِعِ

* * *

الله فی الأحبار : من متهالکٍنضوٍ ، ومهتوکِ المسوحِ مصرع
من کل غاوٍ فی طویة ِ راشدٍعاصی الظواهرِ فی سریرة ِ طَیِّع
یَتَوَهَّجون ویَطفأَون، کأَنهمسرجٌ بمعترکِ الریاحِ الأربع
علموا ، فضاق بهم وشقَّ طریفهموالجاهلون على الطریق المَهْیَع
ذهب ابن سینا ، لم یفز بکِ ساعة ًوتَوَلَّت الحکماءُ لم تَتَمَتّع
هذا مقامٌ ، کلُّ عِزٍّ دونَهشمسُ النهارِ بمثله لم تطمع
فمحمدٌ لک والمسیح ترجلاوترجلتْ شمسُ النهار لیوشع
ما بالُ أَحمدَ عَیَّ عنکِ بیانُه؟بل ما لعیسى لم یقلْ أو یدع
وَلِسانُ موسى اِنحَلَّ إِلّا عُقدَةًمِن جانِبَیکَ عِلاجُها لَم یَنجَع

* * *

لَمّا حَلَلتِ بِآدَمٍ حَلَّ الحِباوَمَشى عَلى المَلَأ السُجودِ الرُکَّعِ
وَأَرى النُبُوَّةَ فی ذَراکِ تَکَرَّمَتفی یوسُفٍ وَتَکَلَّمَت فی المُرضَعِ
وَسَقَت قُریشَ عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍبِالبابِلِیِّ مِنَ البَیانِ المُمتِعِ
وَمَشَت بِموسى فی الظَلامِ مُشَرَّداًوَحَدَتهُ فی قُلَلِ الجِبالِ اللُمَّعِ
حَتّى إِذا طُوِیَت وَرِثتِ خِلالَهارُفِعَ الرَحیقُ وَسِرُّهُ لَم یُرفَعِ
قَسَمَت مَنازِلَکِ الحُظوظُ فَمَنزِلاًأُترَعنَ مِنکِ وَمَنزِلاً لَم تُترَعِ
وَخَلِیَّةً بِالنَحلِ مِنکِ عَمیرَةًوَخَلِیَّةً مَعمورَةٍ بِالتُبَّعِ
وَحَظیرَةً قَد أودِعَت غُرَرَ الدُمىوَحَظیرَةً مَحرومَةً لَم تودَعِ
نَظَرَ الرَئیسُ إِلى کَمالِکِ نَظرَةًلَم تَخلُ مِن بَصَرِ اللَبیبِ الأَروَعِ

* * *

فَرآهُ مَنزِلَةً تَعَرَّضَ دونَهاقِصَرُ الحَیاةِ وَحالَ وَشکُ المَصرَعِ
لَولا کَمالُکِ فی الرَئیسِ وَمِثلِهِلَم تَحسُنِ الدُنیا وَلَم تَتَرَعرَعِ
اللَهُ ثَبَّتَ أَرضَهُ بِدَعائِمٍهُم حائِطُ الدُنیا وَرُکنُ المَجمَعِ
لَو أَنَّ کُلَّ أَخی یَراعٍ بالِغٌشَأوَ الرَئیسِ وَکُلَّ صاحِبِ مِبضَعِ

* * *

ذَهَبَ الکَمالُ سُدىً وَضاعَ مَحَلُّهُفی العالَمِ المُتَفاوِتِ المُتَنَوِّعِ
یا نَفسُ مِثلُ الشَمسِ أَنتِ أَشِعَّةٌفی عامِرٍ وَأَشِعَّةٌ فی بَلقَعِ
فَإِذا طَوى اللَهُ النَهارَ تَراجَعَتشَتّى الأَشِعَّةِ فَاِلتَقَت فی المَرجِعِ
لَما نُعیتِ إِلى المَنازِلِ غودِرَتدَکّاً وَمِثلُکِ فی المَنازِلِ ما نُعی
ضَجَّت عَلَیکِ مَعالِماً وَمَعاهِداًوَبَکَت فُراقُکِ بِالدُموعِ الهُمَّعِ
آذَنتِها بِنَوىً فَقالَت لَیتَ لَمتَصِلِ الحِبالَ وَلَیتَها لَم تَقطَعِ
وَرِداءُ جُثمانٍ لَبِستِ مُرَقَّمٍبِیَدِ الشَبابِ عَلى المَشیبِ مُرَقَّعِ

* * *

کَم بِنتِ فیهِ وَکَم خَفیتِ کَأَنَّهُثَوبُ المُمَثِّلِ أَو لِباسُ المَرفَعِ
أَسَئِمتِ مِن دیباجِهِ فَنَزَعتِهِوَالخَزُّ أَکفانٌ إِذا لَم یُنزَعِ
فَزِعَت وَما خَفِیَت عَلَیها غایَةٌلَکِنَّ مَن یَرِدِ القِیامَةَ یَفزَعِ
ضَرَعَت بِأَدمُعِها إِلَیکِ وَما دَرَتأَنَّ السَفینَةَ أَقلَعَت فی الأَدمُعِ
أَنتِ الوَفِیَّةُ لا الذِمامُ لَدَیکِ مَذمومٌ وَلا عَهدُ الهَوى بِمُضَیَّعِ
أَزمَعتِ فَاِنهَلَّت دُموعُکِ رِقَّةًوَلَوِ اِستَطَعتِ إِقامَةً لَم تُزمِعی
بانَ الأَحِبَّةُ یَومَ بَینِکِ کُلُّهُموَذَهَبتِ بِالماضی وَبِالمُتَوَقَّعِ

* * *